أحدث المنشورات

أحدث المنشورات

الأربعاء، 25 مايو 2016

شاعر الفردوس يكتب :- ( دمشق )

شاعر الفردوس 
يكتب :- ( دمشق )
................................
دمشق
يديا ناعستانِ ولِدمشْقِ بابانِ
وقلبى معبدٌ ويمامةٌ وطهارةٌ
وتلاوةٌ وصلاةٌ وحوار
أطوفُ حواليكِ كعبةَ العشَّاقِ
كالفلَكِ الدوارِ فى الليلِ والنهار
بملءِخطاىَ وخطايا حسيرة
يحنوِ ذراعاىَ وذراعاىَ عسيرة
ولم أَدرِ أنَّ ببابكِ الأول لُد
وأنَّ ببابكِ الثانى جفافًا من السد
وأن سبعًا عجافًا من الهد
وأنَّ سبعًا عجافًا من الجدب
قد حلّـت عليكِ بلا ذنب
بالشظايا المعتقةِ بالموت والسب
من الشرقِ ومن الغربِ
من السندِ ومن الهند
وبكلِّ ألوانِ الطيفِ
وأنَّ شيئًا من التراخى وشيئًا من الشد
فى شتائِكِ الباردِ القارصِ
وفى قيظِ الصيف
وتركتْ بإحدى زواياكِ حُلمًا تكسَّر
وفجرَ آلاءِ الذى بيمناه بسيماه تعطر
وتغربتِ عنى وتغربتُ عتكِ ورحلتُ
ونسيتُ أورادى ونسيتُ التلاوة
ونسيتُ بساتينِ الطهارة
وتعبتُ وتمزَّقَ ثوبى المهند
وتفتتَ الطريقُ المعبد
ولم تشرقْ شمسُ المُجنَّد
وتعرَّيتُ واغتسلْتُ بكلِّ صخبِ العالمِ
وفررتُ بفأسى وثمارى من الهزلِ بالجد
واحتلمتُ وعرفتُ قشورَ الحضارةِ
فى دفقاتِ السلاحِ وفى حربِ البداوة
ونسيتُ التوضأَ بمياه الصباح
والتندرِ بنورِ الصبايا الملاحِ
ونسيتُ حُلمى ونسيتُ آلائى
والعقدَ والسوار
وتفاحاتِ الخدِ والجيدِ والقدِ والنَّوار
وكلَّ أهالى الدارِ والثُّوار
وتحملتُ رؤيتكِ دونَ الياسمين
ونسيتُ اليمنَ وتونس وفلسطين
ومصرَ والعراقَ وليبيا وحطين
وكلَّ بلدانِ الطين
ونسيتُ نيسانَ الحزين
ونسيتُ تشرينَ اللعين
ونسيتُ سحرَ ميسون
وسجنَ أُمى الحنون
وصوتَ أبى الرخيم
وصارَ خلفَ دمشقِ الفُ ألفِ جدارٍ مهدم
ومليونِ طفلٍ مُشرد
وسفنٌ بالحُبِّ الغريق
وأغلقتُ دربى إلى النجمِ المتيمِ الرحيم
وماتت قصائدى ولم يولدْ الغد
وانتحرَ القبطانُ باللقاءِ الحميم
وماتَ منبعُ النهرِ بسيف اللَّطمِ والحد
ورصاصُ الشيطانِ الرجيم
وطلقاتِ النحاسِ فى قلبِ الغلام
وصارَ الرفاتُ إلى اللحدِ أبانَ الظلام
وجفتْ عينُ الِقطرِ بالنحسِ والغمام
وماتَ داودٌ وماتَ سليمانُ وانظفأَ البريق
وسددتُ أُفقًا إلى الشمسِ وضاعَ بدرُ التمام
وتاه منى الخطبُ والدربُ ومسارُ ارتيادى المهندم
وصار انقيادى بلا خارطةٍ أو طريق
فى مغاليقِ النوى وشعابِ الجبال
ووسطَ همومِ التلالِ لْم يومقُ البرق
ولم أظفرْ بالمحال
ورحلتى لنْ تنتهى مع الخوف
لهذا اللولبِ المسحورِ بالألماسِ فى آتون الحرق
فى حضرةِ المشهدِ وغيبةِ المجد
بمنفى المعجزاتِ والأرضِ البوار
............................................
كتبها:- نور هادى
شاعر الفردوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق