سامحتك
بللت كفيها في ماء الحنين
شيدت جدار من أريج الشوق
من خريف نقش على الجبين
زرعت حلم أخضر
يورق علي ندى السنين
أطلقت تنهيده من فم سوسنه
اخترقت ليالي الصمت الحزينة
تمسد أغصانها المسربلة بالزينة
تحدق في عروق العوسج
تراقب دموع البنفسج
كثبان من أشواق حملها الجسد
غصات استنسخت الألم
طوت جروح الورد
ضمدتها حنان و حب
دهشة ذاكرة تجلت
لقاءات في حضن الشمس
أنواء تعج فقدت الحس
تهب من مسارات مختلفة
طيور مهاجرة في عينيها
تعانق ابتسامة بحر مستفز
يلاعب الهوى فوق جبال البعد
سامحتك من القطفة الأولى
حين حركت أغصاني
تناثرت أوراقي خيمت على ذاتك
حين قشرتني كبرتقالة
ظفرت فصوصها بين شفتيك
تلذذت بعصيري عصرتني
أوقدت شمعي حرقتني
ابتكرت موسيقى إحساسي
تصاعد همسي مع أنفاسي
سامحتك أتيت و أن لم تأت
أنت مقيم في بداياتي
في نخاعي في مساراتي
في أفق عيوني في آهاتي
سامحتك
لأنك صيرتني زنبقة
ترقص على الأغاني
زرعت بقلبي الأماني
لونت حبك في أنوثتي
نثرت خيولك على خريطتي
سافرت في ضحكتي في ذاتي
سامحتك لأنك سعادتي
الشاعر / حسين عابد
غـــــزة ... فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق