قصيدة فى مقال
***********
تغير الحاكم ...
ومازال الفساد .. سرطانا فى البلاد ..!!
*************************
لم تعد العتبة منطقة حرائق فقط .. فالحرائق تظهر وتنتشر فى محافظات عديدة .. فى كل مكان فى مصر ..!! ... ويبدو أنه موسم الحرائق .. أو أنها منظومة الفساد وأنعدام الضمير ..!!.. أو أنه موسم تكاثر الغربان فى سماء مصر المحروسة ..!! .. ومايجرى فى الواقع المصرى شدنى إلى كتابات أو أشعار سابقة مرت عليها سنوات عديدة .. ولكنها مازالت تنبض بالحياة ..!!
عدت إلى أحدي قصائدى العامية بعنوان " فوق التل غراب " وقد كتبتها فى 1/11/2010 وهى ضمن ديوان شعر عامى لى كان بعنوان " متشكرين يابابا "
حينما أعدت قراءتها .. ضحكت كثيراً .. فقد أحسست بنفس مشاعرى القديمة وأن الظروف أو الأسباب التى كتبت من أجلها .. لم تختلف كثيراً .. أو مازالت موجودة برغم تغير الأوضاع ..!! ولاأدرى لم أحسست بصدق أن القصيدة مازالت حية .. وكأنها كتبت الآن ..!!..
فماذا كانت تقول القصيدة .. قبل أن أستكمل حديثى .. حتى يكون هناك تواصل بيننا .. ويفهم المقال جيداً ....................................................................
فوق التل غراب ..!!
************
فى مصر المحروسة .. الكفاءات بتندفن تحت التراب ..
وبتقضى عمرها كأنها موميا .. ملفوفة ف سرداب ..
لاحد حاسس بيها .. ولا فكرها قادر ينساب ..
العقول النافعة .... ضايعة ف سكة ضباب ..
والعقول التافهة .... أيديها طايلة السحاب ..
فى مصر المحروسة .. الشباب تشوفهم شياب ..
واللى بيعلا فوق .. النصاب والدلدول والكداب ..
واللى بيعرف يقول حاضر نعم .. لو حتى ف الخراب ..
ويرقص ويطبل .. ويهز الأرداف .. ويدق الكعاب ..
وبتسألوا لسه .. أيه اللى خلا مصر خراب ..
بصوا فوق التل .. تلقوا فوق التل غراب ...!!
1 / 11 / 2010
**********************************************************
كنت أتحدث عن الفساد السرطانى الذى تغلغل وأستشرى فى كافة أنحاء الدولة فى عصر مبارك .. حتى أصبح الفاسد هو السيد .. !!.. والمواطن البسيط الشريف المخلص هو العبد .. فى دولة غاب عنها القانون .. وأصبح الفساد هو قانون حاكم ومسيطر .. ..!!.. وتذكرت جينما قرأ بعض أصدقائى ومعارفى القصيدة .. فضحكوا قائلين : مؤكد أنت عايز تدخل السجن ..!!.. ماذا تقصد بأن فوق التل غراب ..؟!!.. . ومن الغراب ..؟!!.. وكانوا يخمنون .. تقصد بالغراب الرئيس حسنى مبارك .. تقصد رئيس الوزراء .. تقصد الوزير الفلانى .. تقصد .. تقصد .....!!
وكنت أضحك قائلا : أنا أترك لكل شخص حرية الفهم والتخيل والتنبؤ .. وتحديد من هو الغراب .. ولكننى فى الحقيقة كنت أقصد حاكم البلاد .. الرئيس حسنى مبارك .. الذى سمح وترك لحفنة معدودة من الفاسدين المفسدين .. الحبل على الغارب .. لتعيث فساداً فى البلاد وتنهب خيراتها .. تاركة باقى الشعب المسكين .. فى وحل الذل والحاجة ومهانة الفقر والتوهة ..!!
*** وبعد الثورة .. ظن الكثيرون أن الأمور ستتغير .. وأن الفساد سيزول من البلاد ويعود الخير للشعب .. وبالفعل تغيرت الظروف .. وأصبح لدينا رئيس جديد وحاكم يحاول الإصلاح والتغيير .. ومعالجة سلبيات الماضى .. وبدء مستقبل جديد أكثر أشراقاً ..!!.. وبرغم محاولاته الجادة الدؤوبة المخلصة .. مازال الشعب فى حالة توتر وقلق .. ومازالت هناك تيارات مضادة .. تعرقل المسيرة .. وتنشر الأشاعات وتشيع الأكاذيب ..!!.. ومازال الفساد فارداً طوله فى البلاد .. بل أزداد شراسة ..!!.. برغم تغير الحاكم ..!!..
*** ومازال الغراب يقف فوق التل مزهواً ..!!.. وهو ينعق بصوته المشئوم ..!!.. ولكن الغراب هذه المرة ليس الحاكم .. كماقصدت فى المرة الأولى .. منذ سنوات ..!!.. ولكنه الفساد نفسه الذى أصبح منظومة سرطانية مستعصية ..!!..
*** والسؤال هنا .. هل يستطيع أى حاكم عادل صاحب ضمير يخاف الله .. ان يغير مصير دولة وشعب .. وحده ..؟!!........ فى ظل منظومة الفساد هذه ..!!.. حتى لوكان أبوبكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز ..!!..
لاأعتقد ذلك .. إلا إذا وقف الشعب كله .. وراء حاكمه ضد الفساد .. وتحول كل مواطن إلى حاكم فى مكانه .. مناهضا للفساد والمفسدين ..!!..
الحرب ضد الفساد تحتاج الى ثورة شعبية تحاصر هذا الغراب .. وتخنق أنفاسه .. وتزهق روحه .!!
*** إنها حرب شرسة ومكلفة ولكنها حتمية وضرورة حياة ..!!.. ويجب على الشعب ألايترك حاكمه وحيدا ً.. فى مواجهة الفساد .. وإلا فعلى البلد السلام .. ولانلومن إلاأنفسنا ..!!.. فالفاسدون هم مصاصو دماء يعيشون على دماء الشعب البرئ .. وبالتالى ليس من السهل أن يسلموا لأى حاكم مهما بلغت قوته ..!!.. ولكن أمام جموع الشعب المساند .. سوف تتغير المعادلة .. بأذن الله ..!!.. والله لايغير مابقوم حتى يغيروا أنفسهم .. فهل نبدأ التغيير جدياً ..؟!!.........
إنها حرب بين نهضة مصر وتقدمها .. وبين تخلف مصر وتأخرها بالفساد وقلة الضمير والأرهاب .. !!.. والشعب هو العصا السحرية فى تلك الحرب الجهنمية .. الشعب هو القائد ..!!
د. محسن الشرقاوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق