رسالة إلى أمي
*************
فرحت أُمي ذات مساءٍ وسقتني
نخباً لا أذكر لا لوناً .. لا طعماً
لا قدحاً مثل قداح أبي نواس
يخمرني وقيان تجمعها الشّله
لبناً كنتُ أمجُّ الصدر لكي أكبر
وأصير بكل غباءاتي فرداً
لا يملك إلإ أمعاءً تطحنني
تسحقني ترضعني الدمعةَ من قلّه
قالت يا ولدي لا تحزن
محظوظ من أدرك أنَّ الفقر
وأنَّ الدمعَ وأنَّ الصبر على الآلام
أهْوَنُ مِن كلِّ الأحمال وقسوتها
ورحيق يسكر .... في ذلّة
قالت ستشبّ وتكبر في عيني
تحرسني .. تملؤني حبّا ... تحييني
وتكون العالم في نظري ... دُنيا
أغنية ..سوسنة أخرى أو فُلّه
سأراك بكلِّ تجاعيدي أدعية
أزمنة تحقن أوردتي تخفق
أجنحتي .. في حلمي في نومي
في الحضن الدافيء ... في القُبله
نبست أُمي ... همست أمي ... قالت
مالت ولمحت الحزن يطاردها
شهقت أمي .....ماتت أمي ...
رحلت أمي بعيون تنظر للقِبله
من يخبر أمي كيف الحال
وحشرجتي أضعاف أطول من نخلة
من يخبر من تحت الأرض من الموتى
بأن الأرض هي الأخرى
من أقصى الشام الى بغداد
إلى صنعاء إالي الأقصى
ذرات تراب محتّله
وأنَّ كل حروف الضاد ومقلمتي
لم تجرؤ أن تكتب حرفـــــــــاً
في التاريخ وفي العُملاء وفي الدخلاء
فجميع حروفي ..... معتّله
وأنّ جراحات الأيام ... لم تبرأ أبدا
حتى بكلِّ عقــــــــاقير الدنيا
والعين الرمداء وباديتي
أهدابٌ تنزف ... مخضلّة
من يذكر كل الشرفاء ويخبرهم
أنّ الأحلام مجمركة مصادرة
فيسير الهارب من بيروت
إلى صنعـــــــاء ودير الزور ِ
يحمل أحلامه ... في سلّه
حتى تراتيل العشاق ورعشتهم
أشجار الغابة والنسمات
من بعد رحيلك .... منحلّه
لو تدري آه يا أمي
كم باتت روحي بين الموت
وبين الردم وبين القهر
أحداق نوارس .... مبتلّه
ألاف ودعّت الدنيا
ألاف مزقها الموت
ألاف كفرت .... بالمله
يكفينا الموت على إستحياء
لنسجل في كتب التاريخ
إالى ألأجيال ... إلى الزهرات
إلى النبضات ... إلى الدمعات
بأننا يا أمي ... من تلك الشلّة
........................................... صالح الخصبه / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق